رأي

” واجهة المؤسسات ” رؤية لكفاءات …

لا ينتبه الكثر ممن يسيرون في اهم مؤسسات الدولة واكثرها حساسية ان صناعة ” الواجهة المؤسساتية ” التي يوزن كيانها بحركة المسؤول الاول عنها ومن يشار عليه في تعاطي واتجاه الراي العام تشكل صناعة “الواجهة ” احد الاستراتجيات المهنية التي تطلب في تسيير المؤسسات خاصة منها التي تسوس العام وهي في تماس مع المجتمع وفواعله المتعددة التي يكون ايقاعها متابعا للاداء قريبا من تفصيلات النشاط وحركة الشخوص ولعل تواجد كفاءات قادرة على تاطير جانب اتصالي واعلامي بالدرجة الاولى في اعلى مراكز الدولة يساهم في تقديم الكيان والعنوان بطريقة احسن وباخراج نوعي مستقطب وهذا الذي يغيب بشكل واضح في العديد من مؤسساتنا الهامة التي غالبا ما تتحدث تحت ” الضغط ” او تماشيا مع ” ظرف ” او تذوب في الخروج التقليدي للناس ويجب الانتباه الى ان الدولة عبر المسارات الحالية في حاجة الى خطاب وواجهة جديدة لا تعبر عنها فقط حركة الشخوص وما يجد في تعيين الاطارات بل ان الحاجة وطنية وملحة لمعرفة توجه مؤسسات الدولة وما يطلب في الاداء ضمن الراهن وهل هناك فعلا مسار جديد تعبر عنه المؤسسات على اختلاف على مستوى رسمي وغير رسمي واعتقد ان كل هذا يصب في خانة صناعة واجهة المؤسسات التي تخاطب وتسوس الشان العمومي وتحتاج فعلا لواجهة يعبر عنها المسؤول والمؤسسة بكياناتها المتعددة ويشكل العامل الاتصالي والاعلامي الفعال اكثر المرتكزات اهمية لانجاح هذه العملية ذات البعد الاستراتيجي  .

للدولة تقاليد اتصال

الملاحظ ومن خلال تجربة عمل مهنية واهتمام بالموضوع ان قطاعا واسعا من مؤسسات الدولة خاصة التي تخاطب قبل الاداء منها حتى الجماعات المحلية ومراكز القرار والمؤسسات المركزية من وزرات وهيئات هامة في النسيج المؤسساتي للدولة تستخدم في غالب الاحيان نفس الوسائل الاتصالية للخروج للراي العام وهذا يجعل من مؤسسات مركزية غير ققادرة على تقديم خدمات جديدة او اخبار ومعلومات بالطريقة الناجعة والفعالة وهنا المسالة اعلامية واتصالية بالدرجة الاولى ومجال يتعلق بصناعة واجهة المؤسسة من حيث امتلاكها للقيات الاعلامية والكوادر المتخصصة في فنون الاتصال القادرة على الاستقطاب بحركة اللغة وما يصحلها من اخراج لها فني جمالي يفرضه الايقاع الاتصالي الموجود عبر مواقع التواصل الاجتماعي واعتقد من اهم تقاليد الاتصال التي يجب ان تكون في اعلى مؤسسات الدولة هي الاهتمام بخروج رسمي للمسؤول بمقدار الذي لا ينسي فيه الحدث ولا طريقة اخراجه للناس وهذا هو المطلوب في مختلف المؤسسات الحساسة في الدولة التي قد تظهر بكثافة وباسلوب واحد فالتجديد مطلوب في حركة الاتصال ثم التواصل مع الجمهور والاعلام يرتكز في توظيفه اتصاليا على الابداع والقدرة على ابتكار الافكار الجديدة في مجال اخراج حدث سياسي بارز او لقاء صحفي هام لشخصية هامة .

اهمية القيادات الاعلامية التي تسوس …

من الايقاع الذي ثبت فعلا في ذهن الكثير ممن يتابع النشاط الاعلامي ان الاعلامي لا يخرج عن ساحة الاعلام وبيئته المؤسساتية بحكم نشاطه وهذا في اعتقادي من التصورات التي طغت في المشهد العام لاعتبارات عديدة اهمها ان قطاعا واسعا من المستغلين في الاعلام يعملون فعلا في المؤسسات ويذوبن في طابع المهنة والنشاط ومن توكل له احيانا مهام الاعلام حتى في وزرات ومؤسسات هامة في الدولة قد لايكون من الاعلاميين القادرين على تحريك الاعلام في المؤسسات وهذا واقع موجود ولا يمكن اغفاله غير ان السؤال الذي يطرح في هذا السياق بالذات ” هل اتجهت الدولة في الاستثمار في كفاءات اعلامية قادرة على صناعة واجهة مؤسسات وعصرنة الاداء الاتصالي والاعلامي ليكون اكثر فعالية وتاثيرا في مجالات الشان العام …” قد يحتاج الجواب لدراسات متحمصة تجيب بالمعطى المحين عن هذا التساؤل الهام والذي اراه استراتجيا خاصة في هذه المرحلة السياسية الخاصة التي تمر بها البلاد والتي يجب ان تحيل لواجهة من اطارات الدولة القادرين على التسيير وامتلاك فريق اعلامي قادر على صناعة التوجه ثم الواجهة والمسار بكفاءة عالية ومن هنا تاتي اهمية الققيادات الاعلامية المتخصصة القادرة على قيادة الاعلام في مؤسسات الدولة الحساسة والهامة اذ يمكن للقيادات الاعلامية التي يبقى ادائها قابلا للقياس المساهمة في انجاح سياسة وخطاب الدولة عبر كافة المستويات.

بقلم د.محمد مرواني (استاذ جامعي وكاتب صحفي)

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى