لعنة الخبز تطارد المشهداني
قاطعت صديقي المشهداني حتى لا يسترسل طويلا في قصته العجيبة ، وقلت لها الكثير من الناس تعاني هذه الايام شفط المعيش ، ولعلك ترى بعيونك كيف يقف الرجال والنساء دون خجل في مخلفات ” الزبالة ” والقذورات ينتقون ما ترك من فضلات الاكل لأهليهم ، فما عشته انت يا صديقي اكثر من العادي ، تصبح نباتيا رغما عنك ، اذ ترك لك ما يصلح من النباتات للأكل ، ولعل في الاكلات النباتية خير لك في صحتك ، وهنا ثار الرجل ، كأني صفعته بكلماتي ، انت لا تعرف ان الخبزة ارهقتني حتى في صحتي ، فقد ابتليت بمرض السكر نتيجة الضغط وتأخر الراتب الشهري ، حتى ان نزل في حسابي لم استطع اخذه ، ” ماكينات ” البريد متوقفة ، وفي البريد نفسه لا توجد سيولة ، وان وجدت عليك التواجد فجرا او قبله في طوابير لا تنتهي ، حتى وان انتهى الطابور ووصلت توقف الجهاز اللعين ، فأصبت بانهيار عصبي ، وجدتني دون ادرى ابحث في كان مكان عن اقرب مرحاض عفاك الله لأخذ حاجتي ، ولم اكن ادري لولا ان نبهني صديقي البناء ان حالتك قد تكون من السكري ، فلما زرت طبيب القرية مع الساعات الاولى للصباح ، ابتسم في وجهي بعد ان قبض الاجرة ، وبالفم المليان قال لي : مرحبا بك “ياسكري”، حاول ان يطمئنني ويوجهني قلل من السكريات ، فقلت لها يا دكتور انا لا احب السكر ، عفوا لأستطيع شراء الحلويات اصلا ، الا ما جادت به امي ايام عيد الفطر او ما قدمه لنا الجيران في هكذا مناسبة او في احد الاعراس في الصيف ، ولكنه صدمني حين قال : كم تتناول من خبزة في اليوم ، ماذا كم اتناول ؟ وما دخل الخبز والخبزة يا دكتور ؟ فقال الخبز يرفع السكر يامشهداني ، فتنفست بعمق وقلت صارخا ” الخبزة ” مرة اخر تتبعني حتى في مرضي ، وبقيت اتمم لوحدي بينما الحكيم يكتب الوصفة ، لقد قررت طلاقك طلاقا رجعة فيه ، فانتبه الطبيب وما دخل زوجتك ؟ فابتسمت مكرها وقلت : لست متزوج يا دكتور، انا اقصد ” الخبزة “.
بقلم الدكتور ساعد ساعد