عودة المسيرات الى اين ؟
مع الذكرى الثانية للحراك عادت المسيرات في بعض الولايات وخاصة العاصمة ولو لم تكن بالشكل والزخم الذي بدأت فيه أول مرة من عام 2019 ، إلى أن الكثير يطرح عدة تساؤلات عن عودة المسيرات والى اين تتجه ألان ؟ هل هناك مطالب أخرى لم تتحقق ام هناك مطالب جديدة في الأفق ؟ وعلى أي ” اجندة ” يشتغل الحراك اليوم .
يجب في الأول أن نعترف للحراك بتحقيق أول مطلب رفعه في بداية الأمر حيث تمكن من إبطال مشروع العهدة الخامسة للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة ، والتي انتهت باستقالته ، وكان من بين المطالب محاكمة وجوها مسبوقة على النظام السابق ، وهذا تحقق فعليا كذلك ، حيث تجري محاكمات مستمرة لأبرز الوجوه التي صنعت واجهة النظام السابق من وزراء وولاة ورؤساء حكومات ورجال أعمال ، واخرون .
وجاءت الانتخابات الرئاسية ثم التعديل الدستوري ، ورغم الضجيج الذي حدث على الهامش إلا أن تسارع الأحداث ودخول فيروس كوفيد 19 في الوسط ، جعل المواعيد السابقة تحصيل حاصل ، وافقنا أو رفضنا تفاصيلها ، إلا أن فئة من الوعاء الانتخابي شاركت وزكت المشروع المقدم .
اليوم الحراك وان عاد لم يعد بالزخم الذي كان وليس بالكلمة الجامعة التي كانت تصنع صوره الأول ، مع تدخلات تبدو غريبة في الطرح ترفع من جهات معينة ، كرفع شعارات اتهامات لمؤسسة الجيش ،رغم مواقفه المساندة للحراك ، وشعار “لا انتخابات ولا حوار” ، وهو خطاب عنيف راديكلي لم يرفعها ولم ينادي بها الحراك وهو في أوج قوته وانتشاره فما بالك باليوم ، حيث طغت الجهوية و” المناطقية ” في بعض المسيرات والخطابات ، بل وصل الأمر إلى تخوين وتخوين مضاد من بعض الوجوه التي كانت محسوبة ” اعلاميا ” عن الحراك . خاصة في شبكات التواصل الاجتماعي التي أضحت ساحة معارك . زاد على ذلك دخول بعض الفاعلين من الاحزاب السياسية بخطاب ساقط ، تبرز فيه الجهوية والكراهية .
الحراك اليوم في مرحلة حساسة ، حيث تسعى عدة أجندات من خارج الجزائر ومن الداخل الدخول على الخط من خلال تشجيع المصادمات والخروج عن النسق السلمي له ، والسلطة والحراك مطالب بالانتباه الى هذا المتغير .
المرحلة الحساسة تستوجب فتح المجال السياسي للراغبين في تشكيل أحزاب سياسية جديدة وجمعيات وطنية ، حيث تشكل الانتخابات التشريعية والمحلية نقطة محورية لمساهمة الفاعلين من الحراك للترشح وتقدم الصفوف لإحداث التغير المطلوب ، خاصة وان قانون الانتخابات الجديدة أعطي في أولوياته مشاركة الشباب ودعمهم وإبعاد المال الفاسد المال الفاسد في الممارسات الانتخابية ، بما في ذلك نظام الكوطات واللعب تحب حبال المعروفة في المواعيد الانتخابية الماضية .
ناهيك عن ضرورة تواجد وجوه جديدة في الحقل الإداري والإعلامي الرسمي تعطي فرصة للاطمئنان والدفع بتحقيق الجزائر الجديدة ولو رويدا رويدا .
بقلم الدكتور ساعد ساعد