رأي

بداية نهاية الود الأمريكي للإمارات

تعتبر دويلة الإمارات العربية المتحدة التى تاريخها سطريين وشعبها نفرين ومساحتها مترين من بين اهم المماليك الخاضعة لللوبي الصهيوني الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط وهذا لعدة اعتبارات طاقوية وسياسية.

أيضا وحسب العديد من المعلومات فإن الإمارات العربية المتحدة تجاوزت الدور الاولي المنطوط بها وهو تزويد الحلفاء الغربيين لأمريكا بالطاقة بل أصبحت تلعب دورا رئسيا في تطبيق السياسة الأمريكية في المنطقة وهذا من خلال إدارة بعض الأزمات التي ضربت اليوم منطقة الشرق الأوسط، شرق أوروبا ومؤخرا منطقة الساحل والصحراء.

اما فيما يتعلق بالثورة النوعية التي تشهدها الإمارات في مجال التكنولوجيا وإدارة الأعمال والأموال،  فحسب العديد من الملاحظين السياسيين والاقتصاديين يعتبرون هذا التطور نتاج للانفتاح الإماراتي الغير مسبوق على تقبل السياسة الصهيونية العالمية والتي لها ارتباط وثيق بحركة المال وتجارة الذهب حيث تعتبر الإمارات في الوقت الراهن من بين أبرز الدول المصنفة paradis fiscaux

كما أنها أصبحت ايضا الوجهة المفضلة لكل مشاهير العالم، المؤسسات الاقتصادية العالمية وحتى بعض رجال الأعمال العالمين وهذا راجع لسياسة الاستقطاب الذين ينتهجها اللوبي الصهيوني المتغلل داخل أروقة الهيئات الحكومية، الاقتصادية وحتى الأمنية الإماراتية.

 الإمارات وقضية دخولها البريكس

كما يعلم الكل فإن الإمارات العربية المتحدة تسعى دائما لإرضاء القوى العظمى والتموقع من أجل حماية مصالحها والتي هي بالاساس مرتبطة بديمومة نظام حكمها الملكي من الاندثار وليس له أي علاقة لا من قريب ولا من بعيد من قضية السيادة الوطنية للمملكة لأن بمجرد إعطاء الضوء الأخضر لإقامة قاعدة عسكرية لقوة عسكرية اجنبية يحذف مصطلح السيادة من القاموس.

من هذا المنطلق يجب التنويه ايضا على أن الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعياتها على العالم خاصة منطقة الشرق مع ظهور فكرة أو بالأحرى حتمية الذهاب إلى نظام عالمي متعدد الاقطاب، جعلت الإمارات و حلفاءها في المنطقة يفكرون مليا في تنويع الحلفاء من القوى العظمى وهذا لتجنب اي طارئ جيوسياسي يمكن أن يعصف بكيانات هذه المماليك، لهذا اقدمت على طرق باب دول البريكس بغرض اكتساب مناعة اقتصادية، سياسية وحتى عسكرية

أيضا من بين الأسباب الواقعية هو شعور الإمارات و حلفاءها في المنطقة بالخوف جيوسياسي الناتج عن تعاظم القوة والهيمنة الإيرانية والتركية في المنطقة بالمقابل نجد أن الحلفاء الغربيين وخاصة واشنطن قد غيرت من استراتيجيتها في المنطقة وهذا ما تم ملاحظته من خلال البرود الدبلوماسي بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، التي اعتبرت في وقت ليس بالبعيد حليف أمريكا في المنطقة خاصة في ولاية حكم دونالد ترامب.

ضف إلى ذلك، اعتبار الولايات المتحدة الأمريكية دَولة قطز حليف فوق العادة خارج حلف الناتو، يكون قد أرق بشدة الإمارات و حلفاءها مما دفعهم للتفكير لإيجاد حل بديل والمتمثل في مجموعة البريكس مع الحفاظ على ذلك التقارب بينها وبين الغرب الممثل في أمريكا.

 ففكرة البريكس بالنسبة للإمارات و حلفاءها هو حتمية جيوسياسية فرضتها الأوضاع داخل منطقة الشرق الأوسط، فالإنشغال الأمريكي بالحرب الروسية الأوكرانية قد ترك فراغ سياسي وعسكري في المنطقة التي عرفت تصعيد حوثي وبعض المنظمات المسلحة التي يعتبرها  الغرب إرهابية وتابعة لإيران على كل من الإمارات والسعودية.

 ومنه نفهم بأن واشنطن تبدأ تبدي مخاوف من ذلك التقارب الإماراتي الصيني وحتى الروسي خاصة بعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الإمارات والتي تعتبر هي الأولى للرئيس الروسي منذ إندلاع الحرب الروسية الأوكرانية مع العلم انه تحت طائلة التوقيف الدولية، الأمر الذي يعطي البيت الأبيض صورة واضحة عن النفاق الإماراتي على الرغم من محاولة ال نهيان الهروب إلى الأمام من خلاله دعمه الغير معلن للكيان الصهيوني في حربه على قطاع غزة، وهذا من أجل ربح ود الكيان الذي يعتبر الابن المدلل لأمريكا.

في الختام، يمكننا أن نستخلص بأن الولايات المتحدة الأمريكية لا ترى بعين الإعجاب السياسة الإماراتية الحالية خاصة مع تطور تعاملتها الاقتصادية مع الصين، فواشنطن تدرك جيدا بأن  التصادم العسكري في منطقة الشرق الأوسط أمر مطروح على الطاولة وربما يكون حتمية جيوسياسية من أجل إعادة ترتيب البيئة الاقتصادية للشركات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وهذا ما يستوهجب عليها حتما تغيير سياستها مع دول الخليج عن طريق خلق أزمات داخل هذه الأنظمة الملكية من خلال الاستثمار في بعض الملفات المعروفة لدى واشنطن كحقوق الإنسان و الضغوط الاقتصادية مثلا.

بقلم أ. علي قطاف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى