أزمة تسير أم إدرة أزمة
تعيش الجزائر هذه الايام ازمة عطش منقطعة النظير ونحن على ابواب فصل الصيف ، ولعل السؤال الاكبر لدى الراي العام : اين المشكلة ؟ ولماذا في هذه المرحلة ، بعد ابعاد الشركة الفرنسية ” سيال ” من التسير ، هل الموضوع يتعلق بمؤامرة على حد تعبير مرتادي شبكة التواصل الاجتماعي ، ام هناك خلل وظيفي لدى الشركة ؟
هي اسئلة كثيرة اصبح يطرحا الراي العام يوميا لدرجة تشعر ان هناك من يشتعل على تعطيل مصالح الناس وضرب مصداقية الدولة، والموضوع لم يبدا من الان وليس الماء فقط ، فقد عرفت الجزائر ازمة سيولة خانقة جدا من اشهر ، حيث يقف عشرات بل يتجاوز العدد مائة شخص في طوابير طويلة امام مصالح البريد لسحب مرتباتهم ، وقبلها ازمة الزيت التي جعلت اسعارها ترتفع بشكل جنوني وافتقادها تماما في ولايات كثيرة ، وقبل ذلك ازمة السميد وغيرها من الازمات المتعددة والمتنوعة
فاذا اعتبرنا ان وقوع هذه الازمات كان في اطارها العادي ، بغض النظر عمن يقول الى ان هناك من يريد ” التخلاط ” لا سباب مجهولة ومن من يتهم ” الدولة العميقة ” ومخلفات العصابة ،فلماذا لا تقدم المؤسسات المعنية بالأزمة متخصص في اتصال الازمات يحسن الحديث والحوار والاقناع ، ولما لا تشكل خلايا ازمة في هذا الانتكاسات ويكون عملها محترف ونموذجي ، على اعتبار ان هذه الاشكالات تهم حياة المواطن اليومية بصورة مباشرة ، لان فشل فرد او فريق معين في مؤسسة في هكذا تحديات بسيطة يضر بمصداقية الدولة ككيان وتنظيم ومؤسسة ، ما احوجنا في المرحلة الراهنة الى جهد رسمي بمستوى عال في العمل والتسير وادارة الازمات وتحويل المشكلات اليومية الى حلول واقعية مطمئنة للفرد والمجتمع.
بقلم الدكتور ساعد ساعد