رأي

رفقا بأطفال المدارس

رفقا بأطفال المدارس

ما ذنب طفل جاء متأخرا للمدرسة ؟ او غلبه النعاس في الصف ، او لا يمتلك الكتب كلها او بعضها ، او جزء من الادوات المدرسية حتى يعاقبه المعلم بالضرب بالمسطرة او يوقفه في اخر الصف ، او يعلو صوته عليه ، ما ذنبه ان عجز والده او امه عن شراء المستلزمات المدرسية ، لمن يشتكي الطفل ؟ ما ذنبه ان جاع ولم يفطر في الصباح ، مساكين هؤلاء الاطفال لا ذنب لهم في خلاف الابوين ولا حال فقر الوالدين ، ولا لما يضرب ويعاقب ان فشل في الدراسة ، وهو يعيش حالة لا يعلمها الا الله .

اوردت هذه المقدمة وان على اهبة للدخول المدرسي لأقول رفقا بأطفال المدارس فلا يعلم حالهم الا الله من ظروف خفية في البيت والاهل والوضع المادي ، لا تعاقبوا  الأبرياء عن اشياء ليست من مسؤوليتهم ، وهنا في هذا المقام تذكلرني قصة   

 المعلمة الأمريكية “كايتي شوارتز” في مدرسة بمدينة ” دنفر” في ولاية “كلورادو”  أن هناك فجوة كبيرة بينها وبين طلابها الصغار.

والأخطر أن هذه الفجوة تزداد تدريجيا مما جعلها تعمل على حل يقربها منهم فأعدت مشروعا صغيرا بعنوان”أتمنى_لو_معلمتي_عرفت “. يرتكز هذ ا مشروع على تسليم طلابها ورقة معنونة بسؤال”ماذا تريد أن أعرف عنك؟”. فصدمت المعلمة بالإجابات التي تلقتها.

أحد الأطفال يقول” أتمنى لو معلمتي عرفت أنني لا أملك أصدقاء ألعب معهم “.

وآخر يقول : ” أتمنى لو معلمتي عرفت كم أشتاق إلى أبي.

أذهب إلى غرفته كل يوم ولا أجده ولن أجده وثالثة كتبت : أتمنى لو معلمتي عرفت أنني لا أملك أقلام رصاص في المنزل حتى أؤدي واجباتي الدراسية”. وكتب رابع : أتمنى لو معلمتي عرفت أن شقيقتي كفيفة وأقوم بمساعدتها طوال اليوم “.

أما إحدى الطالبات فقد ردت على سؤال المعلمة قائلة : ” أتمنى لو معلمتي عرفت أن أمي وأبي يتشاجران طوال اليوم .

أكره العودة إلى المنزل وأكره الذهاب إلى المدرسة أيضا لأني سأحاسب على دروس لم أذاكرها وواجبات لم أقم بها “.

كانت إجابات الطلاب العفوية والصادقة مفتاحا للمعلمة لتكتشف جوانب خفية ومخبؤه في حياة تلاميذها .

ساعدتها على مساعدتهم وعودتهم تدريجيا إلى فصولهم . وقد شرعت في حل كل مشكلة على حدة.

زارت منازل طلابها وبدأت في معالجة ما يمكن معالجته ، والأهم من ذلك كله أنها بدأت تفهم عقلية وخلفية طلابها جيدا وفي ضوء ذلك قامت بمعاملتهم وتوزيع واجباتهم بناء على ظروفهم وتحدياتهم بشكل يجعل المدرسة عاملا مساندا لا عبئا عليهم.

مشروع المعلمة كايتي انتقل إلى كثير من المدارس وتم تطبيقه بشكل ممنهج ومؤسس انعكس على أداء الطلاب والمدارس معا.. بل امتد إلى المجتمعات المحيطة لأن كل هؤلاء الطلاب جزء من مجتمعهم

ليتتكم تعتذروا اطفال المدارس 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى