لماذا؟؟؟
منذ أن وعيت في بلد “الله غالب”وسؤال واحد لا يكاد يفارق تفكيري ،يتبادر لذهني بين الفينة والأخرى ،سؤال حيرني حتى باتت الحيرة تنخر فكري وتقلق كياني ، سؤال مبتداه تفسير لكل شيء عجب ومنتهاه العجب نفسه ،لماذا لا ولماذا لم؟
لماذا ليست بلدي الجزائر كسائر دول العالم المتطور، الذي بلغ من التحضر أوجهّ ومن الثراء أقصاه ومن القوة أشدها،لماذا لم نلتحق بركب الأمم الأولى حتى رضينا على أنفسنا بالضعف والهوان، ومن يرضى بالضعف يوما فسيرضى بالذل دهرا.
لماذا إستباحت العدالة عندنا براءة البريء بغير,ذنب ولا جريرة برشوة المرتشي ومحاباة القوي ووساطة “المعريفة “؟ لماذا يهون على منظومة “الميزان” في إدارة “التليفون” “تجرجير الزوالي” بين أروقة المحاكم ،أمام قضاء لا يقضي مصالح الناس بل يقضي على الناس بــــ: “التعكاس” و”التعرقيل” و”التمرميد” و”التجرجير”؟
لماذا ليس لصناع القرار عندنا ضمير يؤنب وقلب ينبض وعاقل يتكلم ، فيحاسبوا أنفسهم بحق العباد قبل أن يحاسبهم رب العباد ؟
لماذا عجزت مداخيلنا من النفط أن تبني اقتصادا قويا ودخلا سخيا تعود منافعه على الشعب الزوالي ؟
لماذا لم يرثي حال الشعب المسحوق أصحاب المال والأعمال من بارونات “الشراكة والتيكي ” ليساهموا في القضاء على فاقة الشعب وحاجته؟
لماذا لا يستطيع إعلامنا التكلم بنزاهة ومهنية بعيدا عن التبرديع والتنوفيق و”الشيتة”
وسياسة تكميم الأفواه وعقلية “اللي خاف سلم”؟
لماذا لا نحظى بالتكنولوجيا الفذة في أخر صيحاتها المستجدة ونشارك العالم في هاد السبق العلمي بعيدا عن “غلبة” “السلحفاة البطيئة” التي هدرت من عمرنا ساعات وساعات ننتظر تلك الدائرة تدور وتدور لتلعن ذلك اليوم الذي إبتكروا فيه الانترنت ؟
لماذا يحلم شبابنا ب”الحرقة” على قوارب الموت إلى أوروبا وكأنها يوم الخلاص المبين؟
لماذا لا ترقى صروح العلم عندنا إلى مصاف الأوائل ؟ فنصنع بها نهضة ومجدا لبلاد أعياها “التبوقيل” بين “تنوفيخ” البروفسور و”تكوير” الإدارة؟
لماذا عجزت أيدينا عن صنع ملبسنا ومشربنا ومأكلنا من غير إتكال على غيرنا؟
لماذا لا يرتاح الإنسان في بلدي ولا تهدئ نفسيته؟لماذا لا ينعم بحياة هنيّة من غير عناء ولا عتياّ ؟
هل لكم يا معشر السامعين في هذا السؤال إجابة تشفي غليلي وتريح بالي، فتا الله تعبت أعصابي ونضبت أقلامي وجفت أوراقي ،غير أنني لن أكف عن سؤالي حتى أجد الجواب المقنع الشافي !
حورية أحمد