فوج المشاة” الطفل الثامن ” نحو الصحراء
هاجمني الارق كعادته ، فهو صديق حميم اكثر من المشهداني نفسه ، فكلما دلكت الشمس وغسق الليل ، هرب النعاس بعيدا ، احاول معه ذات اليمين وذات الشمال ، باسط خدي على ” المخده ” ولكن كلما اويت للفراش ، انتابتني أفكار كثيرة ، بحوث معطلة ، كتب مؤجلة ، زيارات في الأفق ، حال والدتي ، ومتى ازور اختي ، وذاك الصديق وعدته ونسيته ، وكثيرة هي الافكار التي تأتي دفعة ، كان في الصباح كنت مغشيا عليا او ضرب على آذاني في اليوم ساعات عددا ، فلا أذكر شيئا ، الا مع المساء حين يحل الظلام .
لم اكد اغمض عيناي ، حتى اسمع مؤذن الفجر يعلو كانه داخل بيتي ، امني النفس دون ان اشعر انتظر الاذان الثاني ، فلا اسمعه ، اتخيل في دواخلي ان الوقت لايزال ، فتتثاقل أطرافي كاني احمل قنطار من الحديد على اكتافي ، ويصبح للنوم لذة ما بعدها لذة ، فان قاومت وصليت ، طار النعاس بعيدا عني الالاف الكيلومترات ،فجاة رن الهاتف ، اه المشهداني صباح الخير ..بصوت مجروح كأنه مذيع قناة الب ب سي البريطانية ، يعلن تحرك فوج المشاة ” الطفل الثامن ” نحو الصحراء ..انا في انتظارك تعال ، احرك مقود السيارة وانطلق ، هدوء محفوف ، قلق واضح لكل السائقين ..يتبع