رأي

الكتائب الالكترونية …والحروب خفية

قبل سنوات قدمت بحثا علميا حول الذباب الالكتروني  في احدى الدول العربية ، وقبل البحث في جوهره ، ولكن طلب مني تغير العنوان لا نه  مثير ، ويحتمل التأويلات السياسية اكثر منها العلمية ، وفي اروقة البحث وبعدها ، علق احد الدكاترة على ما نشرته بقوله ان هذه البحوث نوع من التعاطي المفرط الذي يفتقد الى المقاربة العلمية والواقعية في نفس الوقت ، لم احمل في نفسي اتجاه شيء اتجاهه ، فما لاحظته بحثيا يغنيني عن الرد .

شاءت الصدف ان ادعوا من جديد لمؤتمر الجمعية الامريكية العربية لاحد مؤتمراتها الذي عقد بالمغرب الشقيق ، فأعدت اثارة الموضوع من وجهة ثانية متعلق بالكتائب الالكترونية في فضاءات التواصل الاجتماعي المختلفة ، وكيف تستغل احداث معينة وفي ازمنة محددة لأثارة النعرات الطائفية واحداث تاريخية تعود لقرون خلت لإشعال الفتنة بين الشعوب التي تقوم على دين واحد ولغة واحدة ، وما يجمعها اكثر مما يفرقها ، والغريب المثير للدهشة ان من يشتغل على هكذا ” اجندات ” مجهول الاسم و” وبروفيل ” غريب ، بل ان بعضهم يركز على صور لحيوانات ، ومنهم من تجده ينشر صور للقران وغيرها ، وفي محاولة التتبع الالكتروني وجدت ان تلك الحسابات تتوقف بمجرد انتهاء الحدث محل الاثارة فقط .

اليوم اصبح ما يصطلح عليه الكتائب الالكترونية واقع ملموس في شبكات ومنصات التواصل  الاجتماعي ، تنشر صور واحداث وفيديوهات بطريقة محترفة لتوجيه الراي العام الوطني والعربي ، وحتى الدولي لأغراض مشبوهة .

والامر لم يعد يتوقف عن هواة فقط ، او طالبي الاعجابات فقط ، بل هناك اشخاص محترفون ّ، تقف ورائها جهات قائمة بذاتها بمؤسسات محكمة وبرامج عالية الدقة ، توجه الانظار، وتشتغل وفق خطة محكمة مرتبطة بالاقتصاد والسياسة وحتى الجانب العسكري والاجتماعي والثقافي .

لذلك كنت دائما ادعوا الى ضرورة ان يوكب التحول الرقمي في الجزائر وعيا ثقافيا وسياسيا وبنية تحتية وتكوين في هذا الجانب في كل مؤسسات الدولة ، ىن الحروب اليوم تغيرت من مفهومها التقلدي الى حروب حديثة تلعب فيها المعلومة والاشاعة والتشوية جزء لا يتجزأ من أي حدث يعرفه العالم اليوم ، فما بالك بأعداء الوطن. 

 بقلم الدكتور ساعد ساعد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى