رأي

الامن المعلوماتي …ماذا بعد

قبل اكثر من سنة ونصف تحدثنا عبر هذا المنبر الاعلامي ان مقتضيات المرحلة الراهنة والتحولات الدولية في مجال تكنولوجيا المعلومات تحتاج من الدولة ، ومن وزارة الدفاع بالخصوص حماية  المعلومات ، ليست الامنية فقط ، بل المعلومات ذات البعد الاستراتيجي من شخصيات فاعلة في سلم النظام والسلطة معا، فالعدو لا يلعب معنا ، وكررنا الطلب مع ورد معلومات منذ اكثر من عام على لسان وزير الاتصال بعد حصر وجود اكثر من 500 موقع الكتروني مع ” الشقيقة..؟ ” المغرب وفرنسا ” العدو” الازلي تتجسس على الجزائر وتنشر اشاعات كاذبة ومغرضة ، وتستغل هفوات بعض المسؤولين لتحوير بعض القضايا بما يخدم ” اجندات ” خارجية ، ويومها اعدنا الكتابة على ضرورة وجود امن ّ “سيبراني ” وبرامج لحماية المعلومات وحماية بنوك المعلومات المختلفة من ان تقع في ايدي جهات معادية ، وهاهي اليوم تثبت تحذيراتنا ان الموضوع لم يكن ترف بحثي ، وانما جهد علمي بناء على معطيات حقيقية عكستها تجارب لبحوث علمية سبق وان قدمناها في الخارج في مؤتمرات دولية ، كبحثي “الحرب الالكتروني ” الذي قدمته في المؤتمر الدولي في السعودية سنة 2018 ، والمؤتمر الدولي الذي نظمته الجمعية العربية الامريكية لأساتذة الاتصال ويومها قدمنا بحث حول ” الذباب الالكتروني “

اذ تكشف معطيات ميدانية وحقيقية من الشبكة العنكبوتية ومن منصات التواصل الاجتماعي المختلفة توجيه خطير ومركز نحو الجزائر وفي عدة مجالات اقتصادية اجتماعية سياسية  وامنية ، ليس فقط في تسريب الاشاعات واستغلال الهفوات ، بل وصل الامر الى تجنيد عملاء من الداخل والخارج من بني جلدتنا لضرب الوطن

واليوم نعيد ونكرر ان امنا المعلوماتي تحت المجهر ، تحت المراقبة ، تحت الكشف ولابد من خطوات سريعة دقيقة عاجلة

تصورا ما كشفته “لوموند الفرنسية” في تحقيق صحفي  عن استهداف المملكة المغربية للجزائر برعاية إسرائيلية عن طريق برنامج التجسس”Pegasus” الذي اختار نحو 6 آلاف شخصية جزائرية من سياسيين وعسكريين ودبلوماسيين من أجل اختراق هواتفهم واتصالاتهم في الفترة من 2017 حتى 2019. ويبرز من خلال التحقيق المنشور أرقام لعائلة الرئيس السابق بوتفليقة عبد العزيز منها شقيقته زهور، ومستشاره السعيد ومقربون منه، فضلا عن رقم الوزير الأول السابق  نور الدين بدوي الذي تعرّض لمحاولة اختراق مغربي مارس 2019، وبدوي واحد من بين قائمة تضم 7 رؤساء حكومات سابقين ، كما يشير التحقيق إلى التجسس على رقم نائب وزير الدفاع السابق قائد أركان الجيش الشعبي الوطني الراحل أحمد قايد صالح وعسكريين آخرين منهم واسيني بوعزة وبشير طرطاق، فضلا عن مراقبة هاتف ضابط الصف قرميط بونويرة، المساعد السابق للجنرال قايد صالح .

كارثة معلوماتية ، لو احتملنا ان العدو تمكن من جرد وارشفة معلومات الاتصال لهؤلاء الشخصيات المذكورة في التحقيق الصحفي.

 الدكتور ساعد ساعد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى