هل تستمر حرب التكنولوجيا فائقة التقدم؟
عرفت السنوات الاخيرة تقدم الصين في براءة الاختراع العالمي مقارنة بالولايات المتحدة الامريكية التي عرفت انخفاض الدعم الحكومي للبحث والابتكار وزياد معتبرة له في الصين الامر الذي مكنها من التفوق في مجال التكنولوجيا والتقنية عموما
وكانت الولايات المتحدة تقود العالم في مجال التكنولوجيا منذ الأيام الأولى للحرب الباردة، وعلى مدى ما يسمى بالقرن الأميركي احتلت الفضاء وقادت ثورة الإنترنت وقدمت إلى العالم أبرز الابتكارات. وفي الأعوام الأخيرة، بذلت الصين جهودا مثيرة للإعجاب للتربع على عرش الريادة التكنولوجية عالميا، واستثمرت مئات المليارات من الدولارات في تطوير الروبوتات وتقنيات الذكاء الاصطناعي والإلكترونيات الدقيقة والطاقة الخضراء وغيرها. وتتجه المخاوف الامريكية من ان يكون التقدم التكنولوجي الصيني قائم على الجانب العسكري، وهذا الذي برز مع ازمة كوفيد 19 حيث في كل مرة كانت توجه التهم مباشرة الى الصين على انها وراء الفيروس ، وسط اشاعات اخرى تتحدث ان من زرع الفيروس هي امريكا نفسها في الصين في اطار صراع دولي اقتصادي عسكري استراتيجي تخوفا منت العملاق النائم . وشكلت التكنولوجيا فائقة التقدم حربا كبيرة غير معلنه وسط الدول الكبرى ممن تمتلك بنية تحتية قوية تقنيا وتكنولوجيا فقد اصـدر الرئيسي الامريكي الاسبق بارك اوباما بإنشاء شركة التصنيع المتقدم قبل حوالي 12 سنة لأجل تعزيز القدرات التنافسية الامريكية في مجال التكنولوجيات الحديثة ، وهو نفس التوجه الذي اعتمدته المانيا من خلال مشروع ما سمي “”اســتراتيجية تكنولوجيــا فائقــة قبل عام ونصف ووهو المشروع الذي يركز علـى تحويـل الأفكار المبتكــرة فــي مجــال التكنولوجيــات الجديــدة إلــى تطبيقـات واقعيـة، وكذلك بريطانيا من خلال استراتيجيتها المستقبلية حتى سنة 2050 الطاقة والصناعة القائمة على التكنولوجيا ، ونفس الامر نجده عند بريطانيا فيما يعرف بأنترانت الاشياء والروبوتات وغيرها. التنافس تقنيا وتكنولوجيا مؤشر ايجابي في العالم ، ولكن التخوفات الكبرى تطرح دائما حول احتمال انفلات هذه التنافس ليصبح حرب حقيقية ، فالمعركة حول من يقود ويتحكم في الجيل الخامس قد تقود لحرب عالمية ، ولكن ليس بالوسائل التقليدية ، وسبق ان نشرت دراسة لي في افريل 2020 قبل انتشار الفيروس بشكل كبير في العالم من ان الحروب تغيرت ادواتها ، من التهديد النووي الى التهديد البيولوجي في الوقت الذي يعيش عالمنا العربي والاسلامي عصر ما بعد عصر الضعف ، حروب على الحدود ، صراعات داخلية ، عدم استغلال للطاقات الحية سواء بشرية او مادية او تحت الارض ، ىبما يكفل الاستعداد للتحولات القادمة عالميا . لست ابالغ ان قلت اننا خارج السباق ، خارج العالم الجديد ، وقد نعيش استعمارا جديد غير الجيوش الجرارة وغير القتل والتدمير الذي كنا نعرفه في الحروب السابقة