رأي

سيلفي.. أو الهوس بالذات

تمر امامنا يوميا وعلى مدار الساعة ملايين الصور المنقحة والمعدلة ، يصل بعضها حتى التزوير الكاذب من تعديلات مذهلة ، وليت الامر توقف عند النساء اللواتي يبحثن عن الجمال في شبكات التواصل الاجتماعي ووسائطه المتعددة ، بحثا عن الاعجابات والثناء ، حتى وان كانت الصور مفبركة بقوة التقنية والتكتولوجيا ، بل اضحى الامر حتى عند الشباب والرجال منهم ، في تغير اشكال الوجه والشعر والعيون ، حتى لاتكاد تصدق اين الحقيقة من الواقع ، خاصة من ظاهرة “السيلفي ” التي اضحت مرادف لكل حركة او حدث او نشاط بسيط يقوم به الفرد في النوم والفراش الى الاكل والشرب والمشي ، حتى اكرمك الله في قضاء الحاجة ، هوس غير طبيعي في الاستخدام ، يشعرك بالغثاء ، حيث تشير التقديرات الى وجود ما يقرب 500 مليون صورة “سيلفي “تمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعدما كانت سنة 2014 مايقرب 100 مليون صورة “سيلفي” والغريب في الامر ان تجد حتى من يصور في الخصوصيات من اهله وفي بيته ، ووصل الامر بالبعض يصور وهو في المسجد او يطوف في الكعبة ، هذه الظاهرة  وان كانت جديدة في المجتمع الهمت الكثير من الباحثين والمهتمين الى دراستها اذ يرى بعضهم ان 

“استخدام خواص تصفية الصور “الفلاتر” وصور “السيلفي” قد خلقا هوسا في المجتمع وخاصة لدى فئة المراهقين والشباب، قد يؤدي بهم إلى الإصابة باضطراب “ديسمورفوبيا ، كما يقول البعض إن سلوك “السيلفي ” يرتبط بشكل قوي بالنرجسية والاهتمام الزائد بالنفس، وإن الذين يرتبطون بتصوير السيلفي وقضاء وقت طويل في تعديل الصور ونشرها على مواقع التواصل يرتكز اهتمامهم على ذاتهم بشكل أكبر ويعتقدون أنهم أكثر ذكاء وجاذبية وأفضل من الآخرين، بالإضافة إلى وجود مشكلات في الشعور بالأمان وعدم التعاطف ومراعاة الآخرين، والميل إلى تضخيم الذات ،  كما أن صور السيلفي قد تؤدي إلى عواقب نفسية قد تتسبب في الاكتئاب ومحاولة إيذاء النفس بسبب عدم الشعور بالرضا عن المظهر، كما أن إدمان التقاط هذا النوع من الصور قد ينطوي على هوس الشخص بمظهره الخارجي بشكل مرضي”.

د/ ساعد ساعد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى