رأي

الامير والتنكيت على المعسكريه

حلت في الايام الماضية ذكرى مبايعة الامير عبد القادر التاريخية ، حيث شكت مدينة معسكر نواته الاولى ، ولكن للأسف في  ” مخيالنا ”  الاجتماعي ترتبط  المنطقة بأمرين اللاعب الدولي لخضر بلومي باعتباره ابن المنطقة رغم انه لعب لعدة اندية كثيرة ومنها المنتخب الوطني ، فمن يذكر معسكر يذكر بلومي ويذكر التنكيت عنهم للأسف .

فكلنا يعرف أو سمع او ربما كرر تلك النكت التي انتشرت بشكل كبير أوساط المجتمع الجزائري نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات عن اهل معسكر بالخصوص.  واغلب هذه النكت فيها اساءة للمنطقة ولرجالها ونسائها بطريقة او بأخرى ،حتى ولو كنت على سبيل الاضحاك وتغير  الجو فقط  ، ولكنها في الاخير اساءة ،حين تصف وتبدا نكتك ” وحد المعسكري ” وتصفهم بالبلهاء او المغفلين .

وإن كنت لست من معسكر ولا تربطني بها اي علاقة سوى الأحباء والاصدقاء واهلها اهل كرم ونيف، الا أني كنت أسأل لماذا يتم الإساءة لهم بهذا الشكل ، هل هناك ارادة ما لضرب المخيال الاجتماعي للمجتمع الجزائري والاجيال القادمة عن معسكر ولماذا بالضبط معسكر

ووصلت لقناعة ثابتة هي ان هناك جهة أو إرادة تقف خلفها فرنسا واذنابها من الجهلة والمعتوهين ، وان كانوا من بني جلدتنا من المنخنقة والنطيحة وما اكل السبع بجهل وترصد وتخطيط عدو بوصف اهل المنطقة بالغباء على اعتبار أن مؤسس الدولة الجزائرية من تلك المنطقة وبالتالي ضرب المخيال الاجتماعي عن اي رمزية تاريخية كانت لها روؤيا بعيدة لبناء دولة حديثة ضد فرنسا، فالاستدمار بعد انهيار الدولة العثمانية ، اكثر ما كان يخيفه ، ليست الانتفاضات الشعبية رغم اهميتها والمتاعب التي الحقتها بالمستعمر، وانما ” تنظيم الانتفاضات ” ووجود قيادة وطنية ، وجيش منظم ، بمعنى ان الامير عبد القادر يعتبر اول من قدم تصورا لبناء دولة الجزائر بمفهوم عصري وحديث ضد الاستعمار ، رغم تحدي الحرب وزمن النشأة ، الذي واجهته صعوبات جمة داخليا بين اطياف القبائل العربية ، ومع من باعوا دينهم بخرق “احمر” وبعض الاموال وشيء من الماعز وبعض الاغنام وادعاء قيادة العرش . ومع المستعمر الذي اربكته قيادة الرجل وسرعة انتشار مبايعة الجزائريين له .لذلك كنت دائما في جلسات الاستراحة مع الاصدقاء والخلان ارفض رفضا قاطعا ربط أي نكتة معينة بالمعسكريين ، قناعة مني ان الامر مدبر لضرب الرموز واي رموز.

وانوه من خلال هذه الفاصلة جموع الشباب وطبقته المثقفة ونوادي الانشطة في فضاءاتهم المختلفة بتجنب ربط أي نكنة ضاحكة على اهل معسكر ، فالمنطقة انجبت احد اعظم رجال الدولة الجزائرية علما ودينا وتنظيما ، فقد كانت ثورته جامعة شاملة لكل الجزائريين ، فلا تجعلوا من اذناب فرنسا يسيؤون للمنطقة وله بسخفات ساقطة ماكرة   

د/ ساعد ساعد 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى