“حرب الخبز العالمية” هل بدأت ؟
من هذا المنبر الإعلامي ، وقبل قرابة خمس اشهر خلت ، حينما كانت القوات الروسية ترابض على حدود أوكرانيا ، كتبت حينها وقلت إن الحرب إن وقعت ، فالعالم مقبل على ازمة غذاء عسيرة جدا ، فالمعركة في تلك المنطقة الجغرافية وان كانت ذا صراع دولي متشابك دفعت فيه أوكرانيا دفعا ، كأحد مخلفات الأزمة الصحية العالمية وظهور قوى جديدة ” للمزيد انظر كتابنا ” كورونا كوفيد 19 والمتحورة : الإبعاد التاريخية والإعلامية والمستقبلية ” الصادر في افريل 2020 عن دار الفا بالجزائر والأردن ، فان الحرب الحقيقية حرب غذاء ، فالمعلوم أن إنتاج أوكرانيا من القمح والحبوب كان يغطي ما نسبته 600 مليون نسمة من سكان أوربا وإفريقيا ودول أخرى . هذا الإنتاج لأول مرة منذ سنوات مقبل على التوقف ، وهو ما يعني بلغة الحروب حرب اخبز العالمية تلوح في الأفق لا محالة .
ففي شهر فبراير اتجهت عدة دول معروف انها منتجة للغذاء نحو غلق الباب على نفسها، باتخاذ إجراءات حماية لأسواقها وشعوبها عبر حظر تصدير السلع الأساسية ذات علاقة بانتاج الحبوب بما فيها الأسمدة والحبوب الزرع الأصلية، بل أكثر من ذلك دخلت بعض الدول في تكتلات اقتصادية للاتفاق على حصص تصدير بعض السلع وتحديد أسعارها.
فالتقارير تشير إلى أن مخزون القمح لا يكفي الى نهاية شهر جويلية قبل الوصول الى محطة الحرب الحقيقية غذائياً. حيث وصف وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو الأزمة بأنّ “حرب الخبز العالمية بدأت” بسبب منع تصدير القمح الأوكراني.
وقال الوزير الإيطالي إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، “يجب أن يتوصل إلى اتفاق سلام في أسرع وقت ممكن، يشمل أيضا اتفاقا بشأن الحبوب، مثل اتفاقية وقف إطلاق النار “
حيث ان “هناك 30 مليون طن من الحبوب محاصرة في الموانئ الأوكرانية من قبل السفن الحربية الروسية”. وتابع: “ما نعمل عليه الآن هو دفع روسيا لفك الحصار المفروض على تصدير القمع إلى الموانئ الأوكرانية، لأننا في الوقت الحالي يمكن أن نتعرض لخطر اندلاع حروب جديدة في إفريقيا”.
بقلم الدكتور ساعد ساعد