رأي

“يطوال ليلها وتعلف”

في خضم زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر ، بعد ان ناور هنا وهناك منذ ثلاث سنوات مرة بموضوع الذاكرة ، ومرة بملفات تتعلق بالسياسة وغيرها ، وكانت التوجهات الاستراتيجية التي باشرتها الجزائر مع عدة دول ذات حضور دولي في موازين الصراع الاقتصادي والعسكري والدبلوماسي ، أن أثارت استحياء العجوز التي أبانت عن رغبة في شد حبل الوصال من جديد ، مع ما تعرفه أوربا من وضع اقتصادي صعب ومرحلة جفاف لم تعرفها منذ 500 عام وأزمة طاقة تتعفن كل يوم ، مع استمرار الحرب الأوكرانية وفصل الشتاء على الأبواب .. حيث ستطون الجزائر في موقع قوة لإحياء مطالب كانت معلقة الى وقت غير بعيد ، سواء ما تعلق بملف الذاكرة ، او حركة تنقل الإفراد ، او الاستثمار الطاقوي المتعدد . الى ذلك وككا يقو ل الكثل الشعبي في الجزائر ” يطوال ليلها وتعلف ” وهاهي  باريس تحل بالجزائر رغبة في التواصل والتعاطي وفق الرؤيا الجزائرية ، وستلتحق يها اسبانيا عما قريب ، فقد كشفت صحيفة ” Libremercado  ” عن استراتيجية الاتحاد الأوروبي لمعالجة أزمة الطاقة التي تعيشها القارة بسبب الحرب الروسية -الأوكرانية ، والتي أصبحت تهديدا حقيقيا في ظل مخاوف من لجوء روسيا إلى قطع الغاز كليا عن الدول الأوروبية . تتضمن الاستراتيجية التي نشرتها الصحيفة الإسبانية توجيها لحكومة بيدرو سانشيز باستئناف وإعادة بعث الحوار الطاقوي مع الجزائر ، والذي توقف على خلفية أزمة دبلوماسية أشعلتها تصريحات الوزير الأول الإسباني و وزير خارجيته بخصوص تغيير موقف مدريد من الصحراء الغربية.

وكانت اسبانيا نهاية هذا الشهر دفعت اغلي سعر منذ سنوات لشحن كميات من الغاز قادمة من قطر وبعض دول المصدر للغاز ، بسبب تراجع سونطراك عن تصدير ما نسبته 40 بالمائة مما كان معتمدا من قبل .

 بقلم الدكتور ساعد ساعد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى