رأي

تغيب الجالية مسؤولية من ؟

لا تزال الجالية الجزائرية على الهامش في حضورها التمثلي في الدولة الجزائرية ، بل ان هناك إرادة خفية وريبة  لإبعاده من إحداث القفزة النوعية التي تحتاجها البلاد في هذه المرحلة ، فلاهي حضيت بوزارة منتدبة ولما لا وزارة قائمة بذاتها ، فالإحصائيات الرسمية تقول أن عدد المهاجرين الجزائريين 8 مليون جزائري ولكن الإحصائيات تشير إلى أكثر من ذلك ، فالكثير من الجزائريين في الخارج يرفضون التسجيل في القنصليات لاعتبارات بيروقراطية أو بسبب البعد أو تجنبا لاكرهات الوظيفة السابقة إذا ما أراد العودة إلى الجزائر بعدها، فقانون الوظيفة العمومية يحمل اختلالات واضحة للإطارات والكفاءات الجزائرية إذا ما أرادت العودة وللوظيفة الأم ، عكس الكثير من الدول العربية التي تمنح حق العودة للمنصب وبنفس الرتبة التي كان فيها خارج البلاد ، ومن شان هذا القرار أن يشجع الكثير من الإطارات للعودة .

ثم إن وضعية الجالية ليس كما يروج لها بعض ” المسترزقون ” في شبكات التواصل الاجتماعي من خلال تسويد كل خطوة داخل البلاد ، فهناك من لهم نظرة أخرى غير التي تتصدر الصفوف في وسائل الإعلام ، فهناك من يحمل مشروعا بناء على تجاربه في محيط إقامته يريد له أن يكون بالجزائر ، والأمثلة هنا كثيرة ومتعددة

الجالية الجزائرية ليس مجرد رقم يتداول ، بل هي طاقات متعددة ومتشكلة في نسيج المجتمعات الغربية والعربية وحضورها المتميز كان على الدولة الجزائر استغلاله كلوبي قوي لتمنية المشاريع وتطويرها والبحث عن منافذ اقتصادية ومالية من الجالية نفسها ، تصور مثلا لو تم تسهيل تحويل اموال 2 مليون جزائري فقط من الخارج إلى الجزائر صيفا فقط ، كم تكون المداخيل ، بل هناك هفوات كبيرة يجب أن تنتبه لها الدولة خاصة ما تعلق بالهوية الوطنية ، فالكثير من الجزائريين يضطر لتدريس أولادهم في مدارس لا تتناسب وتوجهاتهم ، فإنشاء مدارس جزائرية في الخارج أصبح أكثر من ضرورة .

مؤخرا طرح رئيس الجمهورية تمثيل الجالية الجزائرية في مجلس المجتمع المدني والمجلس الأعلى للشباب ، ومن شان هذا التوجه إذا تم اختيار الكفاءات الأحسن والمتميزة وذات الحضور العلمي والثقافي أن ترفع صوت الجالية عاليا ، وتسهم في إزالة العوائق والشوائب التي لحقت بها بسبب أو بدونه . ناهيك عن ضرورة أن تكون للجالية وزارة بكامل الصلاحيات ويكون على رأسها احد أبناء المهجر ممن يعرف خفايا وظروف الجالية وعايش ظروف السفر والغربة.

بقلم الدكتور ساعد ساعد  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى