رأي

لهيب في سماء تل أبيب

تسارعت الإحداث في فلسطين بشكل لم يكن يتوقعه العدو الإسرائيلي ولا اكبر المتفائلين في تطور الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط بعد التوجه نحو التطبيع الذي اخذ حيز من الأحداث السابقة ،  رياح المقاومة جرت بما لا تشتهي سفن الاحتلال، حيث أعادة صدمات المسجد الأقصى وأحداث القدس في رمضان ومحاولة اخذ حي الشيخ جراح القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث الدولية وفي وسائل الإعلام ومما يمكن تسجيله على ضوء التطورات الحاصلة.

1-   تحدي الواقع : ان المقاومة الفلسطينية بكل تشكيلاتها وخاصة كتائب القسام لم تتأثر بالحصار والغلق الذي يعرفه قطاع غزة ، وكأنها كانت في تحضيرات على قدم وساق لمجابهة هكذا موقف .

2-   الرعب يغير موقعه : أسفرت الأحداث وخاصة التعاطي مع التطورات باستخدام الصواريخ بأنواع مختلفة وفي التصريحات قدرة هائلة على التحكم في الوعي الجماهيري ، ليس في الداخل الفلسطيني وحسب وفي داخل الأراضي المحتلة ، بل في الوعي الإسرائيلي نفسه ، الذي أضحى يتابع تصريحات ابوعبيدة والضيف واخرون كمؤثرين في خطابتهم. ولأول مرة تنتقل المبادرة في المواجهة العسكرية إلى صف المقاومة بتوقيتها وزمانها، والمحتلون لا يزيدون على رد الفعل

3-   اوراق الداخل المحتل : شكلت تحركات عرب الداخل المحتل نقطة رعب لدى ” جيش الاحتلال ” والمقيمين من المستوطنين ، وهذا يذكرنا بنقل الثورة الجزائرية لعملياتها إلى داخل فرنسا والتي كانت نقطة تحول استراتيجي .

4-   خسائر مادية وبشرية : من الصعب الحديث عن الخسائر التي مني بها المحتل ولكن التقديرات الأولية تتحدث عن، 2 مليار دولار، بسبب غلق المطارات وتوقف المصانع ، ناهيك عن القتلى والجرحى ، حيث تتعمد جهات الاحتلال ذكر العدد والتفاصيل لاعتباران نفسية وعسكرية .

5-   انهيار الصورة الذهنية للمحتل : وهذه نقطة بالغة الأهمية ، فالكثير من المقيمين والمستوطنين أضحوا غير امنين جغرافيا وسياسيا وعلى مستقبلهم ، ناهيك عن الحالة النفسية ان يبقى 70 بالمائة تحت الملاجئ  لأيام. إضافة إلى الإساءة التي لحقت المحتل أخلاقيا من عواصم غربية من خلال مسيرات في دول كالدنمرك ألمانيا النمسا فرنسا وأمريكا . وهو الذي قاد جيش الاحتلال الى انهيار نفسي جعله يتجه لضرب السكان والبنيات وحتى وسائل الإعلام

6- توحيد الامة : حيث شكل تحرك الاردنين واللبنانين على الحدود والموقف المصري ، والقطري والتركي وبعض الدول المسلمة إجماع على أن القدس مربط الفرس في أي حديث عن القضية الفلسطينية ، وتراجع دعاة التطبيع والهرولة واتفاقيات اوسلو وماشابه .

بقلم الدكتور ساعد ساعد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى