الاتصال الصحي الرقمي..اولوية
شاركت امس في الملتقى الدولي الذي نظمه مخبر الدراسات الاتصالية والاعلامية بجامعة مستغانم بالتنسيق مع مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والقافية بوهران ، ووفق الزملاء القائمين على الملتقى في اختيار عنوانه، حيث كان حول الاتصال الصحي الرقمي ، ناهيك عن تنوع المحاور والمشاركات المتميزة ، حول مقاربات الوباء وكيف تعاطت وسائل الاعلام المختلفة معه ، ناهيك عن الجانب التاريخي لها في الصياغات الثقافية والأنثروبولوجيا. حيث كانت لي مداخلة في المؤتمر بعنوان المحتوى الرقمي في الاتصال الصحي العربي صحافة البيانات أنموذج ، وفيها ابرزت ان المحتوى الرقمي في السنوات الأخيرة عرف قفزات نوعية في الأدوات والاستخدامات وفي طبيعة المعالجة الإعلامية ، حيث شكلت جائحة كوفيدا 19 منعطفا حاسما لاهتمام عالمي بالاتصال الصحي كتوجه علمي وممارسة إعلامية من خلال تبني عدة استخدامات بحثية وإعلامية جديدة – حتى وان كانت مستخدمة على استحياء من قبل
حيث شكلت البيانات جزء اتصاليا مهما في التعاطي مع مستجدات الأحداث وفي النشر والتوجيه عبر وسائل الإعلام المختلفة ، فظهر ما اصطلح عليه ” بصحافة البيانات ” التي تعتبر أحد نماذج الدمج بين التكنولوجيا الحديثة والبيانات الرقمية ، وذلك في ظل وجود تدفق هائل من البيانات والتقارير والمعلومات المتعلقة بالجانب الصحي
خاصة وان المحتوى الإعلامي الرقمي عرف تداخلا فنيا وتقنيا من خلال استخدام النص الفائق والوسائط الفائقة ضمن النص الصحفي ، ورغم أهمية هذه التحولات شكل التوجه نحو صحافة البيانات ، قفزة نوعية في أمريكا ودول أخرى غربية سارعت في هذا التوجه خاصة في السنوات الأخيرة . بما في ذلك دول عربية مع الازمة الصحة العالمية توجهت لهذا الخيار “التقنوفني” الصحي ، حيث يتم استخدام تطبيقات مجانية على الجوال تمكن للجهات الصحية من معرفة الرقم الدقيق للمرضى ومكان اقامتهم وحركة سيرهم ، او اذا تجاوز المريض الحجر الصحي . ناهيك عن معرفة القادمين في المطارات قبل وصولوهم بفترة تتجاوز ايام ، ونوعية العلاج الذي تلقاه المسافر، وغيره من المعلومات ذات الصلة ، حيث تتقدم دول الخليج بشكل لافت في هذا الجانب استخداما وتوعية في التعامل والتعاطي مع الوباء وفي حملات التلقيح التي عرفت تقدما مسبوقا وصل الى اكثر من 75 بالمائة . لذلك اامل ان تتجه توصيات المؤتمر الى ادراج تطبيقات البيانات لمعرفة الوضعية الوبائية بالضبط من حيث عدد المصابين وحركة سيرهم ، وعدد الذي تم شفائهم ، وووضعهم الصحي ، ناهيك عن حالة القادمين من الخارج ، وفعالية اللقاح الذي قدم لهم.
بقلم الدكتور ساعد ساعد