رأي

خرج ريان وبقينا في الحفرة

بالأمس القريب ودعنا الشاب الرجل الطيب عياش بعد ان فارق الحياة في جوف البئر ، بكيناها بالدموع والدعاء ، تعاطف معنا الكثير من الجيران والاشقاء ومن كل دول العالم ، ونفس المأساة تكررت في الجارة الشقيقة المغرب ، وقبلها بسنوات في السعودية  وبنفس الاسلوب والاحداث والتفاصيل ، بئر محفورة بعمق كبير ، دون غطاء ، اهمال متعمد يستوجب السجن المؤبد ، في كل الماسي الثلاث ، كان الجهد وان كان جماعيا وفوريا يفتقد للتقنية والتكنولوجيات الحديثة في الحفر والاستخراج مثل هكذا حالات ، بقت الشعوب العربية وكل متعاطفي الانسانية جمعاء تتابع على الاعصاب والدموع تسبقهم ، ولا احد فينا في الدول الثلاث ” السعودية ، الجزائر ، المغرب ” فكر في طلب المساعدة من جهة خارجية ، فالموضوع انساني بحت ، وليس سر عسكريا ، يستوجب السرية في الحفر والبحث عن انسان في عمق الاعماق .

كان الامل طل الامل في الدعاء في ان يبقى العالق في الاعماق حيا ، ولكن هيهات هيهات ، فالسقوط وحده ضربة موجعة يفقد فيها الشخص مهما كان جزء من حيويته للبقاء عبى قيد الحياة ، ناهيك عن الخوف والهلع ، ولن احدثك عن البرد والاكسجين ، وحال من علق وهو الذي يكون قد صرخ حتى بح ، وبكى حتى تعب ، والظلام يحف المكان .

عزائنا الوحيد كان في الهبة الجماعية عاطفيا وانسانيا بين الشعوب ، التي وكأنها اكتشفت انها لها دين واحد ولغة واحدة ، وما يجمعنا اكثر بكثير ممار يفرقنا ، ولكن العبث كل العبث حين تستغل الماسي لأغراض اخرى ، فهذا يتهم الجهة الفلانية بتعمد اخفاء الوفاة ، ومنهم من يحملها لأخرون كأنها تصفية حسابات وبنفس الاساليب والاغراض الساقطة في البلدان العربية الثلاث ” السعودية ، الجزائر ، والمغرب ” .خرجت الفتاة السعودية الى القبر مباشرة ، وتبعها عياش في الصندوق مسجى ، ثم ريان وقد ودع امه في جوف البئر مثلهم ، كلهم خرجوا من قدر الى قدره ، وبقينا نحن في الحفرة ، نعلك احاديث هامشية ، تقرفنا صور جلد منفوخ ، نسكر بالسياسة على حساب امال الشعوب وتطلعاتها ، نغرق في المهانة ، وننتظر خفرة اخرى لتذكرنا من نكون ؟     

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى