رأي

هل هذا الجار يصلح  أن تتبادل معه ” بذور الذرة “

كتب الشيخ راتب النابلسي قصة جميلة تتحدث عن الجار والجيران ، ولو أنها في زماننا تعد ضرب من الخيال ، نتيجة أمراض القلوب الكثيرة خاصة الجشع والخوف والطمع، وقبل أن أهيم في الحديث عن واقعنا المؤلم اروي لكم القصة ” تعوّد مزارع الحصول على جائزة، كلما شارك في مسابقة الذُّرة السنوية، وفي أحد الأيام قابله صحفي، وناقشه في أسباب فوزه كل عام، فقد علم الصحفي أن المزارع يتبادل بذور الذرة مع جيرانه، فسأله: كيف تعطي البذور الجيدة لجيرانك، وأنت تعلم أنهم سينافسونك في المسابقة؟

ردّ المزارع :ألا تعلم يا سيدي، أن الريح تحمل حبوب اللقاح، وتلقي بها من حقل إلى آخر؟ فعندما يزرع جيراني بذورًا رديئة ستؤثر حبوب اللقاح المتناثرة في الهواء على محصولي، فإذا كنت أريد محصولا جيدا، فلا بد أن أعطي جيراني أفضل أنواع البذور.

هذا المزارع وغيره في الدنيا كثير، يدرك جيدًا كيف تتفاعل الأشياء في هذه الحياة، فلن ينتج محصولا جيدًا إلا إذا ساعد جيرانه على إنتاج محصول جيد.” ولكن يالشيخ ماطا تقول في واقعنا اليوم ، ولست هنا في موقع الحديث عن موقع الجار بالقرب من الدار ، وإنما حديث جار …جار دولا وحكومات وأنظمة ، همه الوحيد مناصبة العداء لمن التصقت بهم حقوق التاريخ والجغرافيا والدين واللغة ، فيتم التنكر لها ، ومحاباة أعداء الامس واليوم وكل الزمن ، بل اكثر من ذلك رفع سقف التدفق نحونا من كل أنواع الحشيش والمخدرات بالمجان عبر البحر والحدود .

هل هذا الجار يصلح  ان تتبادل معه بذور الذرة ، لولا إن في بعض شعبه طيبة وأخلاق منعتها الظروف أن تقول كلمتها إلى اليوم .

بقلم الدكتور ساعد ساعد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى